استيقظت باكرا كعادتي كل صباح مشرق علي زقزقة عصافير الحب
والنسيم الرقيق الذي ينساب علي وجهي فيغمرني بإحساس من الهدوء والجمال
فلقد تغيرت حياتي وأشرق فيها نور الأمل مرة أخرى
منذ أن ظهرت هيا..... زهرتي الجميلة
فتوجهت إليها بسرعة بجوار ذلك الشباك الذي اعتدت
النظر من خلاله على العالم من حولي.....
ذلك الشباك الذي ترقبت عن طريقه القمر ليالي طويلة
لعلي أجد في نظرته إلي مايؤنس وحدتي
هناك بجوار ذلك الشباك وضعت زهرتي لتكتمل بها ذكرياتي الجميلة
ومنذ ذلك الحين وانسابت عليّ لحظات فرح انتظرتها طويلا
فقد كبرت زهرتي يوما تلو الآخر وكبرت معها أحلامي التي افتقدتها
وكنت أترقبها كل يوم بعيني أم سعيده بنمو طفلتها أمامها
لتشاهدها تضحك وتجري وتلعب بابتساماتها الرقيقة
ولكن زهرتي الحبيبة لم تكن تفعل كل هذا
بل فعلت ما هو أكثر أهمية بالنسبة إليّ
فقد كانت تسمعني كل يوم دون أن تشتكي
تواسيني برائحتها العطرة لتخفف عليّ وحدتي الطويلة في الليالي الحزينة
يا الله كم استمتعت برؤيتها تنمو وتكبر على أنغام موسيقى الحياة كل ليلة
كم استمتعت باستنشاق عبيرها النقي لينساب على نفسي
كقطرات مطر عذب يطفئ لهيب الحزن بداخلي
وإذا بيوم ليس كغيره من الأيام
غابت فيه الشمس وبكى فيه القمر
أدركني الحزن فترة طويلة ليصيب قلبي الوحيد
بجرح عجز الزمان عن مداواته
فابتعدت وابتعدت....ابتعدت عن شباكي عن ذكرياتي الجميله عن قمري الحزين
عن زهرتي بل طفلتي الصغيره
ابتعدت ولم أدرك أن بابتعادي سأقسو عليها كما قسا الزمان علي قلبي
ابتعدت لأنه لم يكن هناك سبيل آخر لمداواة جرح قلبي النازف سوى الهروب
الهروب من واقع أليم يعشق لحظات حزني إلى خيال أكثر ألما
ولكن هروبي لم يستمر طويلا فقد أدركت أن الحياة مازالت مستمرة
وأنني في يوم من الأيام سأستطيع مداواة قلبي ليرى شمس الحياة مرة أخرى
أدركت أن اليأس والحزن لن يخففان عني ولن يردان لي ماسلبه
الزمان بلا رحمة في الماضي
فقررت العودة إلى أحضان الحياة مرة أخرى
ولكن هذا القرار جاء متأخرا جداااااااااااااا
فعندما عادت إليّ روحي مرة أخرى وشعرت بنسيم الحياة
يوقظني من غفوة أحلام لم أشأ الاستيقاظ منها طالما لم يتغير الزمان
هرولت مره اخري الي طفلتي الوحيده ولكن....
لااااااااااااااااااااااااااااااااا
فقد ماتت طفلتي كما مات من قبلها قلبي الصغير
ولعجبي فقد وجدت قلبي الحزين مازال ينبض بالحياة مرة أخرى
شعرت بألمه على فراقها وقد كنت أظن أن الموتى لا يتألمون
بكى قلبي عليك طويلا يا زهرتي الحبيبة
بكى وذرف دموع الندم على لحظات مرت عليه كالسنوات تركك فيها
تواجهين مصيرك في هذه الحياة وحيدة
بدونه ليحميك ليرويك من نهر حنانه وحبه الذي انتظرتيه طويلا
بكى لأنه افتقد رفيقته وحبيبته وعشيقته في دنيا
رحل عنها الحب مع من رحلوا وودعوها
بكى وذرف دموع الشوق والحنين ليالي طويله
وفي نهاية المطاف قرر أن يستسلم مرة أخرى لظلم الواقع
ليعود كما كان دوما.......
وحيدا بلا رفيق
جريحا بلا دواء
قلبا ينبض بلا حيااااااااااااااااة